ما
لي وللعيد .!!
للشاعر
: أبو ياسر السوري
13 / 8 / 2013
ما ليْ وللعيدِ أضحى لا
يُواتيني : فعَوْدُهُ بات
جمراً في شراييني
أراه يُسعد مَنْ
حولي ويُحزنني : ويُضحكُ الخلق
طرّاً وهو يبكيني
مَنْ لي بصبرٍ جميلٍ
أشتريهِ فما : عندي مِنَ الصبر نزرٌ ليس
يكفيني
أشكو ولم أشكُ خلاً بات
يهجرني : ولا تـبـرمـت مـن حـظ يـجـافـيني
ولا لـلـذةِ عيشٍ
كنتُ صاحبَها : قد
أسلمتني إلى عُسرٍ
يُعنّيني
وإنما لبلادِ
الشام يهدمها : طاغٍ
تؤازرُهُ كلُّ الشياطينِ
طاغ وصاغ من الطغيان فلسفة : فاقت
على كل
طغيان الفراعين ِ
ما كان بين ملوك
الأرض قاطبة : مَنْ كان
شرَّدَ شعباً بالملايينِ
ما كان بين ملوك الأرض قاطبة :
من أعدم الناس ذبحا بالسكاكينِ
وما تَوَرَّعَ
عن طفلٍ ولا
امرأةٍ : فكلهم عنده
بعضُ القرابينِ
أجنادُهُ ثُلّةٌ
للموت أطلَقَهُمْ : عضَّ السراحين أو نهشَ الثعابينِ
لم يسلم اليوم من
أنيابهم بشرٌ : لا
ابن الثمانيْ ولا بنت الثمانينِ
لم يسلم اليوم من نيرانهم
شجرٌ : من الصنوبر والزيتونِ
والتينِ
حتى العرائش
والعرزال شاكية : بين
الكروم وأشجارُ البساتينِ
تبكي النواعيرُ والعاصي يحرّكُها : إلى البكاء
على الغرِّ الـميامينِ
أفدي دماءً
تراءتْ فوق وجنته :
مما تحـدَّر من
تلك الشرايينِ
ظمآنُ والماءُ
شلالٌ تدفّقُهُ : من
الفرات ورشفٌ منه يكفيني
أُقصيتُ عنه وروحي
بعدُ عالقة : في شاطئيه وهذا
الدهرُ يقصيني
يا عيدُ والقلبُ جزءٌ
منه في بردى : هل من سبيلٍ
إلى ريَّاه يُدنيني
ليْ ذكرياتٌ
على شطآنه رقدتْ
: بين الظـلال وأنسام الرياحينِ
يا عيدُ ما شأن سوريا وما
فعلتْ : بها عصائبُ
آذارٍ
وتشرينِ
لم يغزُها اليوم
أبناءُ الصليب ولا : جندُ التّتار ولا
قومٌ من الصينِ
وإنمـا غالهـا
أبنـاءُ جلـدتهـا : وجرَّعُوها كؤوس الذل والهُونِ
وما رَعَوْا حقّ
تاريخٍ ولا وطنٍ :
ولا جوارٍ ولا
أهلٍ ولا
دينِ
هرجٌ ومرجٌ وموتٌ
بات يقصدها : من كل صوبٍ وفي كل الميادينِ
فلا الربوع
ربوع الأنس حالمة :
ولا المغاني بأحلام
تُمنّيني
يا عيدُ هل عودة للشام أدخلها : عبرَ الفراديسِ أو من بابِ
جيرونِ
وهل أوجّهُ
للشهباء راحلتي : وألتقيها
لقاءً غير
ممنونِ
وهل أرى حمصَ يوما وهي
مشرقة : إني برؤية حمص جدُّ
مفتونِ
متى انتصرنا على الطاغوت يا وطني : فالعيد عيديَ في كل الأحايينِ
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق